بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة اخرى من قصص من التراث اليابانى
السيد قشة المحظوظ
يُحكى أنه في قديم الزمان، كان هناك شاب اسمه " شوبي " يعيش في قرية في ريف اليابان.
و في أحد الأيام، لما كان عائداً إلى بيته من العمل في الحقل، تعثرت قدمه بحجر، و سقط يتدحرج على الأرض. و بعد
أن توقف عن التدحرج، اكتشف أن قشة قد علقت بيده.
قال: " حسناً، إن القشة شيء لا قيمة له، و لكن يبدو بأنه قد كتب لي أن ألتقط هذه القشة، و لذلك فلن أرميها ". و
بينما كان يمضي في سبيله ماسكاً القشة بيده، جاءت حشرة اليعسوب تحلق و تئز فوق رأسه بصوت مزعج.
قال شوبي: " يالها من حشرة مزعجة !.. سألقن هذا اليعسوب درساً لن ينساه ", أمسك باليعسوب، و ربط القشة
حول ذنبه، ثم واصل السير ماسكاً اليعسوب، حتى التقى بامرأة تمشي مع طفلها الصغير.
و حين رأى الطفل الصغير حشرة اليعسوب، أرادها لنفسه بإلحاح و قال: " أماه، أرجوك أن تحصلي لي على ذلك
اليعسوب. أرجوك، أرجوك ! "
قال شوبي، معطياً القشة للطفل الصغير: " خذ أيها الصغير، سأعطيك اليعسوب "
أعطت أم الطفل إلى شوبي ثلاث برتقالات مما كانت تحمله معها, تعبيراً عن امتنانها له.
شكرها شوبي، و مضى في سبيله. و لم يمض وقت طويل حتى التقى شوبي ببائع متجول يكاد أن يُغمى عليه من
شدة العطش. و لم يكن ثمة ماء في الجوار. أشفق شوبي على البائع و أعطاه كل البرتقالات ليتمكن من شرب
عصيرها.
كان البائع شديد الامتنان، و رداً للجميل، أعطى شوبي ثلاث قطع من القماش.
مضى شوبي حاملاً القماش. و التقى بأميرة تستقل عربة جميلة يحرسها عدد كبير من الخدم و الحشم.
نظرت الأميرة من نافذة العربة إلى شوبي، و قالت: " آه، ياله من قماش جميل هذا الذي تحمله. أرجوك أن تعطيني
هذا القماش ".
أعطى شوبي القماش للأميرة، و هي بدورها أعطته مقابل ذلك مبلغاً كبيراً من المال.
أخذ شوبي ماحصل عليه من مال، و اشترى به حقولاً عديدة. وزّع الحقول على سكان قريته. أصبح لدى كل واحد
منهم قطعة أرض خاصة به. عمل الجميع في حقولهم بجد و نشاط. ازدهرت القرية و شُيد فيها الكثير من المخازن
الجديدة.
كان الجميع تنتابهم الدهشة حين يتذكرون أن كل هذه الثروة جاءت من القشة الصغيرة التي كان شوبي قد التقطها.
أصبح شوبي أكبر وجهاء القرية. كان يحظى باحترام كبير من جميع سكانها. و ظل كل أهالي القرية ينادونه طيلة
حياته " السيد قشة المحظوظ