قصة اعجبتني واتمنى تنال على اعجابكم.......
*
*
*
*
آه لوكنت أبصرلفهمت ماتضحك منه زميلاتي بالامس!..لقدضحكن حتى ارتوين.وبكيت
في داخلي حتى غرقت كنت ابتسم حينها..نعم ابتسم!!فهل ابكي عمري كله.؟!
لقدوجدت طريقه جديده للتعايش مع مسمى"كفيفه"ان ابكي في داخلي فقط ويتردد
نشيجي بين اضلعي وقلبي وخلاياي بصمت..فلست احب رحمات الاخرين وعطفهم..لم يكن
ينفعني البكاءحينماكنت اجلس مع إخوتي ليروا افلام الكارتون!!اسمعهم يضحكون فجأه
ويعلقون على مشهد لم يسعفني سمعي لفهمه!فأقوم باكيه الى غرفتي..
كم مره تمنيت لعبة الـ"خطه"حين تلعبهااختي مع بنات خالي!وكم تمنيت امتلاك دراجه
كمالاخوتي.اجول فيها في حوش بيتنا...
كم تخيلت الشمس التي يتحدثون عنهاوالقمرالذي يتغزل به الشعراء.لكني لم افلح!!
كم ارتوت مخدتي من بكاء صامت في ظلام الليل كنت اتجلد امامهم رحمه بأمي فقدغصت
في عبراتها..وتعبت من البكاء..ليس لك ذنب ياامي!!
فلم تختاري هذالي..ولكنه القدرالذي كتبه علينا..القدرالذي ليس منه مفر..وانت
ياأبي!!
كنت اشعربمعاناتك وانت تروح وتجيء هناوهناك باحثاًعن دواءأوطبيب أوحتى بصيص امل
لعلاجي..لن انسى صنيعك هذاماحييت...
اشكركما يايداي فقداتعبتكماباللمس..ويااذناي لقدكنتمابوابتي الى الحياة..واعتذر
منكماياقدمي فقدصبرتماعلى سقطاتي وعثراتي التي اعتدت عليهاوباتت قطرات الدم والكدمات
الصغيره رفيقة دربي وجزء من ملامحي! كان المذياع رفيقي منذصغري..كنت الصقه بأذني
ليلاً ونهاراً فهوالوحيدالذي لايمل من تعليمي اوالحديث لي..
كنت من الاوائل في المعهدالذي درست فيه..آه مااجمل ذلك المكان..هناك فقط كنت اشعر
بالراحه والسعاده كان لنانفس الهموم..ونفس الطموح.وكنت اشعربتميزي حقاًمن خلال ثقافتي
وافرح كثيرابكلمة إطراءمن معلمتي..إنهاايام مضت وليتها تعود..
قبل سنتين تقريباًكنت اتلمس طريقي الى الحمام حين سمعت نشيج امي!!لقدهالني الامرواصخت
سمعي.."وماذابعدتخرجها؟هل تجلس في البيت؟تجتر احزانها.لاعمل..ولازوج..ثم اردفت:ومن يتزوج
عمياء؟!"
دارت بي الارض.وحاولت ان اتماسك وعدت التمس طريقي الى مأوى احزاني ومستودع الآمي وخزانة
دموعي..وصدى كلماتهايترددفي اذني..من يتزوج عمياء؟من يتزوج عمياء؟اصمتي ايتهاالافكار
المريضه..فقدتصدع رأسي وجفت عيني وانقبض قلبي.. عمياء انا؟!
نعم.....!
لكن مشاعري تبصر..لي احساسيس ترى وتنظر.وفي داخلي جذوه صغيره تشتعل..امل الامومه
يخبوساعه ويضيء ساعه.هل يعني فقدان إحدى حواسي ان افقدباقي إنسانيتي إجبارياً!!
لقد تحولت كل خليه في جسدي إلى جرح ينزف.وكل شعره فيه إلى سكين تطعن..
وفي ساعة النزول الإلهي كنت قدصففت قدمي أصلي بين يدي ربي وخالقي،هواعلم بمايصلح
لي وهوأرحم بي من امي وابي وبكيت حينها بكيت كما لم أبك من قبل ووجدتهافرصه ابث
فيهامايعتمل في قلبي الصغيرمن محن..وتضرعت إليه سبحانه ان يلبسني الصبرويشرح لي
صدري ويثبتني على الإيمان..سألت ربي ان يغسل قلبي من احزانه وينير دربي ويريحني من
همي الذي لم يتركني لحظه..دعوته ان يجعل لي من كل ضيق فرجاًومن كل هم مخرجاًومن كل
كربه راحه..شعرت بعدهابحلاوه وسعاده وراحه وكأن جبلاً ثقيلاً قدانزاح عن صدري..وبدأت
سحائب الضيق تتلاشى عن روحي..شعرت اني احب ربي الرحيم وان الله سبحانه قريب مني اشكو
له واتضرع بين يديه..احمدك ربي ولااكفربك..لقدكانت كل دمعه تخرج تدفع معهاالاف المواقف
والهموم المتراكمه على مرسنوات عمري وتفتحت امامي ابواب جديده لم تكن تخطرلي...
عرفت ان هناك من هواشدمني حزناًوتذكرت ابن جيرانناالمشلول رباعياً..لايستطيع ان يهش
ذبابه عن وجهه فقلت الحمدلله إني لفي نعمه عظيمه..وخطرت لي اخت زميلتي المصابه بضمور
في دماغهاوهي تتخبط هناوهناك..وجههاملطخ وملابسهامتسخه..فقلت مااكرمك يالله حين سلمتني
وتذكرت الحديث الذي اسمعه دائماًولم افهمه(من اذهبت حبيبتيه فصبرواحتسب لم ارض له بثواب
دون الجنه)...وعزمت ان ابدأمن جديد..لقدابتسمت..ثم ضحكت..ثم قهقهت قبل ان تجف دموعي!!
وان فقدت نعمه فقدبقيت لي ملايين النعم التي ينبغي لي ان اتمتع بهاواشكرها..
وبالفعل..التحقت بعدة دورات تجويديه..وحفظت القران ثم التحقت بوظيفه معقوله كمدرسه في
إحدى الدور تعرفت فيهاعلى نماذج من اروع البشرالذين عايشتهم وشغلت وقتي كله.كماانني
احاول التدرب على الطباعه على الكمبيوتر..فسأحتاجه يوماًما..
مااجملهاحياة الحريه..حين ينطلق الانسان في هذه الحياة ويتحررمن قيدافكاره السوداء
ليعيش كماخلقه الله حراً.عاملاً نشيطاً...
وأخــيــرا...
هناك خبرصغيراحببت ان اسره إليكم..وهوان شاباًخلوقاًقدتقدم لخطبتي..إنه مقعد.لكنه يملك
عقلاً راجحاًومنطقاًسليماً..واخيراًلااعرف كيف ارص حروف الشكرولاكيف اقدم عبارات الامتنان لوالدي
الحبيبين،فقدبكياوصبرا،وطرقاكل الابواب لأعيش حياة أسعد..
أمي وأبي..سأسمي أطـــفـالي القادمون.."حصه وعبدالله"على أسميكما لن أنساكماماحييت..
<<قصه اعجبتني فأحببت ان اسردها لكم>>
هنانتوقف امام هذه القصه للحظات؟!!لِمانظرت المجتمع لكل من اصاب بأعاقه اوصم اوبكم
بهذه النظره؟؟هل يعني انه فقدحاسه من حواسه انه خالي من المشاعروالانسانيه ..فلا مجتمع
يقبل به ولاوظيفه تريده..ولازوج يرضى به اوبها..الى متى هم يبكون ويعانون على حسابنا...
اتمنى اني وفقت في تقديم هذه القصه واصبت في وجهة نظري التي اتمنى مناقشتها مع الجميع،،